كان الشرق الأوسط في عهد الدولة العثمانية ممرا تجاريا يربط أسيا بأوروبا وعلى هذا قامت بعض الدول الأوربية بعقد اتفاقيات تجارية مع الدولة العثمانية لكي يتسنى لها المرور بتجارتها .
عقد تحالف تجارى بين السلطان العثمانى بايزيد الثاني ابن السلطان محمد الفاتح حكام البندقية ضمن معاهدة سلام عام 1503م وكانت للدولة العثمانية سيطرة تامة على المنطقة وقد تضمنت هذه المعاهدة أن تدفع البندقية للدولة الإسلامية مبلغا سنويا قدره عشرة ألاف دوكات، ولم ترضى الدول الأوربية عن هذه الإتفاقية .
فحاولوا أن يجدوا طريقا تجاريا أخرا لسلوكه, أو أن يخاطروا في قتال الدولة العثمانية القوية .
شعر المسلمون بان حركة البرتغاليين تضر بمصلحة الدولة الإسلامية.. لان البرتغال بدأوا بإنشاء سلسلة من المراكز التجارية على الساحل الهندي بين سنتي 1500-1505 كما تجاوزوا الحد الأحمر باستيلائهم على جزيرة هرمز على مدخل الخليج العربي عام 1507م وغيرها من النقاط الإسلامية الاستراتيجية.
أرسل السلطان قانصوه الغوري سلطان مصر حملة بحرية كبيرة ضد البرتغاليين مكونة من ثلاث عشرة سفينة عليها ألف وخمسمائة رجل تحت قيادة حسين الكردي نائب السلطان في جدة, في عام (1505م), حتى وصل إلى جزيرة (ديو) ثم (شول) والتقى مع الأسطول البرتغالي بقيادة (لورنزو دي الميدا) وذلك في عام (1508م) فكان النصر حليفه, وأسفرت المعركة عن مقتل لورنزو ابن القائد البرتغالي فرانسيسكو
عزز البرتغاليون قوتهم و احتلوا المزيد من المواقع الإسلامية على الساحل الهندي في أول عام (1509م) ومنها غوا ودايول.
استشعر المسلمين الخطر حينما احتل البرتغال مدينة ديو الهندية مما أثر سلبا على التجارة الإسلامية فعقدت المعاهدات بين الدولة العثمانية ومصر, وسلاطين كوجورات و كاليكوت وكوجارت الهنديتين الذي طلب مساعدة الدولة الإسلامية إضافة إلى مدينة البندقية وتم إرسال أسطول مشترك من هذه الدول بمساعدة تقنية بحرية من البندقية (جمهورية دوبروفنيك وتقع في الطرف الجنوبي لكرواتيا ).
وصلت القوة الجديدة إلى حسين الكردي حيث أصبح العدد 16 سفينة, وباغت البرتغاليون الأسطول في الثالث من فبراير عام 1509م وشنوا هجوما غير متوقع على الأسطول الإسلامي مما أدى إلى تدمير الأسطول فكانت معركة ديو البحرية حاسمة. وكانت الحصيلة النهائية للمعركة، على مستوى الخسائر البشرية 32 قتيلاً و300 جريحاً برتغالياً، فيما وصل عدد الشهداء من المسلمين إلى 1500 تقريباً، بيد أن خسارة المسلمين الحقيقية لا يمكن قياسها بعدد القتلى فقط .
كانت سفن المسلمين من الطراز الخفيف ( الداو ) لا تحمل أكثر من مدفعين أو ثلاثة مدافع في مقدمتها، وكان الجنود مسلحون بالسيوف والرماح والأقواس والبنادق، و شناكل لجر سفن العدو وأوعية نارية لإلقائها وهي تشتعل وكانت سفن البرتغاليون أضخم وأفضل تسليحاً وقد ساعدت حالة هيجان البحر فى هزيمة سفن المسلمين الخفيفة التى تلاعبت بها الأمواج العاتية
كانت معركة ديو معركة فاصلة وكانت إيذاناً بانتهاء سيطرة المسلمين على خطوط التجارة البحرية مع أسياحيث تعتبر واحدة من أهم المعارك البحرية في التاريخ وبهزيمتنا فيها شرع البرتغاليون في احتلال الموانئ الإسلامية الرئيسية واحتكار البحر لمدة 100 عام.
هناك معلومة غير ذائعة وهي أن أحد المصابين البرتغاليين في معركة ديو كان الشاب الذي أصبح فيما بعد أول من دار حول الأرض(( فرنياو دي ماگـَـلهـَيس )) والمعروف أيضاً باسم فرديناند ماجلان.
غنائم المعركة تضمنت ثلاث رايات ملكية لسلطان مصر, وقد أرسلت للبرتغال وهن معروضات حتى اليوم في دير المسيح (كونڤنتو كريستو) Convento de Cristo، في مدينة تومار، المعقل الروحي لفرسان المعبد !!!!!
1 التعليقات:
احسنت بارك الله فيك
إرسال تعليق